responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 347
لدى كل من عرف النبى صلى الله عليه وسلم واتصل به: أنه أمى لم يقرأ ولم يكتب، فحين يفاجأ الناس باستفتاح كهذا فى أول تلاوته للقرآن فهو بلا شك سيسترعى التفاتهم لما يقرأ من جهة، وسيحملهم على التفكير فى مصدر هذا العلم الجديد الذى طلع عليهم من جهة أخرى، والتفكير سلم الهداية، وأول خطوات الإيمان الصحيح، ثم نقول بعد هذا: والله أعلم بمراده بذلك كما كان يقول سلفنا رضوان الله عليهم [1].

[صفات آيات القرآن الكريم]
(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ) إشارة إلى آيات القرآن الكريم، وتأكيد لمعنى أحقيته ونزوله من عند الله تبارك وتعالى، وأنه لا شك فيه ولا مرية.
إنه تبارك وتعالى لما أشار فى سورة يوسف إلى القرآن الكريم، وبين أنه سيقص على نبيه فيه أحسن القصص، ثم ختم السورة بأن هذه القصص القرآنية عبرة لأولى الألباب، وتصديق لما بين يديها من الكتب السماوية السابقة والشرائع الإلهية الماضية، وهى بعد ذلك كله تفصيل كل شىء ينفع الناس فى دينهم ودنياهم، وهى كذلك هدى ورحمة لقوم يؤمنون بها ويصدقون. لما تقدم ذلك فى فاتحة السورة وختامها أكد ذلك المعنى فى فاتحة هذه السورة فقال: تلك آيات الكتاب بخصائصها وروعتها وصفاتها النافعة الجليلة التى تقدمت، وهى حق من عند الله لا شك فيه ولا مرية.

[القلة والكثرة فى القرآن]
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) لما ذكر فى الآية السابقة صفات هذه الآيات وأنها عبرة وتصديق وتفصيل وهداية ورحمة، ختم ذلك بأن الذى يستفيد هذه الفوائد جميعا إنما هم المؤمنون المصدقون، وقد ورد أنه ما جلس أحد إلى القرآن إلا زاد أو نقص، فإن كان مؤمنا زاد إيمانا وهدى، وإن كان غير ذلك نقص وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً [الإسراء: 82] [2].

[1] ما ذهب إليه الإمام هنا من قوله: والله أعلم بمراده هو الأسلم، وهو ما كان يختاره كثير من السلف رضوان الله عليهم.
[2] ومن الآيات التى تبين أن القرآن يزيد أناسا إيمانا ويزيد آخرين رجسا وضلالة قوله تعالى: وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ [التوبة: 124، 125].
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست